الدوري الإسبانيرياضة عالمية
Trending

كارثة ميونخ تسطر التاريخ الذهبي لريال مدريد

شهدت كرة القدم العالمية، العديد من الكوارث التي غيرت تاريخها، ويأتي على رأسها حادث انفجار طائرة فريق مانشستر يونايتد، في مدينة ميونخ عام 1958.
بدا للوهلة الأولى أن كارثة ميونخ، قد دمّرت «الجيل الذهبي» لمانشستر يونايتد، لكنّها ساهمت في صناعة مجد نادٍ لا يعرف الاستسلام.
ويرصد هذا التقرير، قصّة سقوط طائرة مانشستر يونايتد، في مدينة ميونخ عام 1958، وأثرها على تاريخ الشياطين الحمر والكرة الأوروبية:

أطفال بسبي.. والكارثة
مع عودة كرة القدم بعد الحرب العالمية الثانية، تولي مات بسبي تدريب مانشستر يونايتد، ذلك الفريق الذي لم يفز بالدوري الإنجليزي سوى مرتين آخرهما (1911)، وكأس الاتحاد مرة واحدة (1909)، ليبدأ رحلة صناعة جيل تاريخي لم تعرفه مدينة مانشستر من قبل.
قاد بسبي فريقا من الشباب لوصافة الدوري، مواسم 1947 و1948 و1949 و1951، بينما فاز بكأس الاتحاد الثاني تاريخيا عام 1948.
كان هذا قبل أن يفوز بالدوري موسم 1952، لتبدأ رحلة «أطفال بسبي» التاريخية، الذين يبلغ متوسط أعمارهم 22 عاما، حيث توجوا أيضا بلقب المسابقة في 1956 و1957.
وفي الخامس من فبراير 1958، تعادل الفريق الإنجليزي مع نظيره ريد ستار الصربي (3-3)، ليتأهل لمواجهة ميلان في نصف نهائي كأس أوروبا (دوري الأبطال)، وهو عاقد العزم على عدم تكرار فشل العام الفائت، بالخروج من نصف النهائي لصالح ريال مدريد (توج باللقب للمرة الثانية على التوالي حينها).
لكن خطط الفريق الشاب لم يكتب لها النجاح، ففي اليوم التالي تحطمت الطائرة، التي كانت تقل أفضل فريق إنجليزي حينها، وكلفت 23 شخصا حياتهم، بينهم 8 من أهم اللاعبين، وهم: «جيف بنت، روجر بيرن، إدي كولمان، دانكن إدواردز، مارك جونز، ديفيد بيج، بيلي ويلان، تومي تايلور».
وهذا بالإضافة إلى 8 مشجعين، و3 مسؤولين من إدارة الشياطين الحمر.
بعد الكارثة، صار مساعد المدير الفني، جيمي ميرفي، مدربا بدلا من بسبي، حتى شُفي من إصاباته، ووصل بالفريق المؤقت إلى نهائي كأس الاتحاد، لكنهم خسروا أمام بولتون واندررز.
ولم يحققوا بالطبع الدوري الثالث على التوالي (المركز التاسع)، كما تكسرت أحلامهم في الكأس الأوروبية عند بوابة ميلان (فازوا 2-1 ذهابا وخسروا 4-0 إيابا).

جيل مدريد الذهبي
«لولا هذه الحادثة، لما استطاع الريال تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا».. أسطورة مانشستر يونايتد بوبي تشارلتون، أحد الناجين من طائرة ميونخ.
فقد حقق الجيل الذهبي لريال مدريد، أول 5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا (1956-1960)، وهو إنجاز لم يتكرر حتى الآن.
وكان لأطفال بسبي فرصة كبيرة في إفساد هذه الهيمنة المدريدية، إذا استمرت مسيرتهم.

لحظة الثأر
«لحظة رفع بوبي تشارلتون لكأس التشامبيونزليج هي الأعظم في حياتي، لأنها غسلت معها كل شيء وضمدت الجراح».. مات بسبي.
لملم بسبي شتات نفسه وأطفاله، وعاد من جديد لبناء فريق عظيم لمانشستر يونايتد، استطاع الفوز بكأس الاتحاد 1963، والدوري في موسمي 1965 و1967، قبل أن يسمح له القدر ببلوغ الثأر القديم.
ففي كأس أوروبا 1966، كان مانشستر يونايتد قريبا للغاية من مواجهة ريال مدريد، لكنه ودّع البطولة من نصف النهائي لصالح بارتيزان الصربي، الذي خسر في النهائي أمام الفريق التاريخي للميرينجي.
لكن بعد 10 سنوات على الفاجعة، تحققت المواجهة المنتظرة لأطفال بسبي، الذين كبروا، وفازوا على ريال مدريد في نصف النهائي، بهدف ذهابا، وتعادلوا إيابا (3-3)، قبل أن ينتصروا في النهائي (4-1) على بنفيكا، ليصبح مانشستر يونايتد أول نادٍ إنجليزي يحقق كأس أوروبا (1968).

Back to top button
Close
Close

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker