استأنف لاعبو مولودية وهران التدريبات، غداة مقاطعتهم لها، للمطالبة بتسوية وضعيتهم المالية، حسبما عُلم من إدارة هذا النادي الناشط في الرابطة الأولى لكرة القدم.
وأوضح نفس المصدر أن قرار توقيف الإضراب جاء بعد اللقاء الذي عقده رئيس النادي الطيب محياوي، مع قائد الفريق أسامة ليتيم حيث التزم المسؤول الأول في المولودية، بتسوية جزئية لمستحقات لاعبيه “خلال الأيام المقبلة”.
وفي أول رد فعل له، كشف الطيب محياوي رئيس مولودية وهران، عن اتفاقه مع لاعبيه بتعليق الإضراب، وعودتهم إلى التدريبات لتحضير المقابلة الهامة التي ستجمعهم، غدا الثلاثاء، بملعب “عمر حمادي” أمام اتحاد العاصمة.
وقال محياوي في تصريح صحفي: “استقبلتُ القائد ليتيم والمدافع فوغلول ممثلين عن زملائهما. وتفاهمنا على أن يتحلوا بمزيد من الصبر، لكن مع ضرورة حصولهم على رواتبهم في مدة أسبوعين على أقصى تقدير.
كما طلبت منهم الصبر على السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي، الذي كان زراهم، ووعدهم بمساعدة فريقهم ماديا وماليا ومعنويا”. وفي معرض حديثه عن إضراب لاعبيه، أعاد محياوي نفس التبريرات بخصوص الوضعية المالية الصعبة التي تعيشها مولودية وهران، من افتقادها شركة عمومية ترعاها، وما قال عنها الديون التي اصطدم بها بعد تسلّمه رئاسة الفريق، وتسديده متأخرات بعض اللاعبين بدون أن ينالوا تسبيقا عن الموسم الحالي، وإنفاق إدارته 20 مليار سنتيم، كرواتب، ومصاريف التنقلات، بالإضافة إلى 5 منح مباريات.
وفي السياق، كشف رئيس النادي الوهراني أن إدارته بحاجة ماسة إلى قيمة مالية بـ 5 ملايير سنتيم في غضون شهر أو شهرين على أقصى تقدير؛ “حتى نستطيع تصريف الشأن اليومي للفريق، وتدعيم ما تم تحقيقه من مشوار إيجابي منذ انطلاق البطولة الوطنية”.
وكان اللاعبون دخلوا في إضراب مفتوح، وقاطعوا حصة الاستئناف احتجاجا على عدم صرف رئيسهم محياوي رواتبهم لعدة شهور قبل 20 جانفي، كما وعدهم بذلك، وخصوصا رفضه التنقل إلى ملعب “أحمد زبانة” للتحدث إليهم، بعدما أشعره مقربوه برفضهم التدرب.
وقد يكون استشعر غياب أي وسيلة إقناع بحوزته أمام مطالبة اللاعبين بالملموس، وإدراكه تواجدهم في موقع قوة بعد نجاحهم في البلوغ بفريقهم المباراة التاسعة بدون هزيمة، لكنه أُرغم على استقبالهم بمكتبه في نهاية الأمر. وتُعد هذه المرة الثانية التي يقدم فيها اللاعبون على الإضراب؛ إذ سبق لهم أن قاطعوا التمارين قبل أن يتراجعوا عن ذلك بمناسبة تنقّل مولودية وهران إلى ملعب “20 أوت” لمقابلة شباب بلوزداد، برسم الجولة الثامنة من بطولة المحترف الأول، وكانوا وقتها تلقوا وعدا أكيدا من محياوي، بنيل أجورهم بعد مقابلة الجمعة الماضية ضد الشلف، واكتفوا فقط بقبض منحتي الفوزين في “الداربيين” أمام وداد تلمسان وسريع غليزان.
وأمام هذه المفارقة العجيبة بين نسق فني عال وتردٍّ تسييريّ ومهما تكن تبريراته، فإن الرئيس محياوي مطالَب بتفكيك القنبلة المالية الموقوتة التي تطل برأسها لتعكر صفو الأجواء التي تصنعها النتائج الإيجابية المحققة منذ الإقلاع، حسب كثير من المتتبعين والأنصار.