عاش، أمسية الجمعة الفارط، حي “بوزيد” في بني ثور بولاية ورڤلة، حالة من الذعر والرعب، بعد انفجار مدوٍ لقذيفة قديمة من مخلّفات الحقبة الاستعمارية، والتي تعرف باسم “اللوبي”، مما أخرج السكان من منازلهم وسارعوا إلى معرفة سبب هذا الانفجار الذي أودى بحياة شاب في عين المكان وجرح آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وتسببت أيضا في سقوط جدار منزل بالقرب من مكان الواقعة.
وبالرجوع إلى تفاصيل الواقعة المأساوية التي جرت أطوارها عندما جلب هؤلاء، ثلاث قذائف عثروا عليها في إحدى الصحاري بمدينة ورڤلة في نفس اليوم، وكانوا يلهوون بها، في الوقت الذي قام الضحية المسمى “ب.ن”، البالغ من العمر 19 سنة، بفكّ المقذوف محاولا اكتشاف طبيعة هذا الجسم الغريب، وفي تلك الأثناء، انفجرت القذيفة في وجهه وسط مشاهد صادمة تحبس الأنفاس، لقيَ على إثرها مصرعه في مسرح الحادثة الأليمة، كما أصيب مرافقاه بجروح بالغة في أنحاء جسميهما.
مصالح الحماية المدنية المتمثلة في المركز المتقدم بحيي بني ثور و”القصر”، تدخلت على جناح السرعة، أين سخّرت لهذه العملية سيارتي إسعاف وسيارة إطفاء واتصال، وقامت بتحويل الجثة وأشلائها المتطايرة على مستوى الشرفات والشارع إلى مصلحة حفظ الجثث، والمصابين الآخرين إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، وهو الأمر الذي يخصّ كل من “د.خ” و”ب.ح”، إذ حوّلا إلى مصلحة العظام لمباشرة العلاج المكثف.
واستنادا إلى المصادر الطبية التي تؤكد استقرار وضعهما الصحي وهما لا يزالان تحت الرعاية الطبية، فحسب بيان الحماية المدنية، فإن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 12 و19 سنة.
وفي الوقت الذي باشرت مصالح الأمن تحقيقاتها حول ملابسات هذه القضية، طالب وليّ الضحية المتوفى الذي كان يروي تفاصيل هذه المأساة التي ألمت بهم، بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة وإرشاد أبنائهم إلى عدم الاقتراب واللعب بهذه الأجسام الخطيرة التي يعثرون عليها في هذه الأماكن، كونها المتنفس الوحيد لأطفالهم، حيث حصدت أرواح الأبرياء في هكذا مجازر، كما طالب السكان من الجهات الأمنية، بضرورة تمشيط هذه المناطق من أجل تنظيفها من هذه المخلفات التي سببت المآسي للعائلات خلال فترة المستدمر الفرنسي، ولا تزال بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال تودي بالأرواح.