يتطلَّع مانشستر سيتي، إلى التتويج للمرة الأولى في تاريخه بلقب دوري أبطال أوروبا، عندما يواجه تشيلسي، السبت المقبل، في نهائي البطولة، على ملعب الدراجاو، بمدينة بورتو البرتغالية.
فريق المدرب بيب جوارديولا، تأهل للمرة الأولى إلى النهائي، ويأمل في تحقيق اللقب، معولًا على العديد من النجوم، على رأسهم رياض محرز.
الدولي الجزائري تألق بالنصف الأخير من الموسم؛ وساهم بقوة في التأهل للنهائي بتسجيله 3 أهداف في الفوز على سان جيرمان (4-1) بنصف النهائي في مجموع لقائي الذهاب والعودة.
وعانى رياض كثيرًا من أجل الوصول لتلك اللحظة؛ ففي الوقت الذي كان البعض يطالبه بالرحيل من ملعب الاتحاد لملازمته مقاعد البدلاء، عمل محرز في صمت، حتى فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لجوارديولا.
وهذا ما أشار إليه بيب، حيث قال “رياض دائمًا ما كان في مستوى جيد، ربما في البداية لم يشارك كثيرًا؛ لأنَّنا امتلكنا لاعبين كُثُر، لكنه خطوة بخطوة بدأ في اكتساب مركزه”.
وأضاف “الفترة الأخيرة قدم محرز أداءً جيدًا للغاية، ونأمل بأن يستمر على هذا النحو”.
مميزات محارب الصحراء
لا يشك أحد في قدرات محارب الصحراء؛ حيث يتميز بجمال لمسته للكرة وقدرته على التحكم بها، ولديه تمريرات ساحرة ومراوغات تذهل المتابعين.
كما أن رياض يمتاز بالمرونة، فهو يستطيع التحرك بسلاسة شديدة وخداع المنافسين بحركات جسده التي قد يستخدمها لإيهام المدافع بأنه سيذهب باتجاه معين لكنه يقوم بالتحرك تجاه آخر.
أما تسديداته فهي نقطة قوة يستفيد منها رياض، الذي يستطيع تسديد الكرة في زوايا ضيقة وغير متوقعة بطريقة مذهلة، كما يمتلك قدرة على إرسال كرات عرضية متقنة يزود بها زملائه، لتسجيل الأهداف.
لكن كل هذه المميزات، كان ينقصها بعض الشراسة والقتالية، وهو ما تطور فيه اللاعب بشكل كبير، ليصبح الآن أكثر تكاملاً من أي وقت مضى.
محارب الصحراء نفسه، اعترف بتطوره الكبير هذا الموسم، قائلاً “أعتقد أن الموسم الحالي هو الأفضل لي منذ بداية مسيرتي، أشعر أنني أصبحت لاعبًا متكاملاً، ولم أعد ذلك اللاعب الذي يرغب في مراوغة جميع منافسيه”.
وأضاف “في الفترة الأخيرة أصبحت أدافع بشكل جيد، خاصة وأنَّ خطة لعب الفريق تقتضي إبداء قتالية كبيرة لقطع الكرة في أسرع وقت ممكن”.
ونوه “في مثل هذه المستويات، عندما لا تدافع بشكل جيد، فإنك تخذل زملاءك وتضر الفريق بشكل عام”.
كيف تطور محرز؟
النجم الجزائري شارك في 46 مباراة مع فريقه هذا الموسم بإجمالي 3291 دقيقة، وسجل خلالهم 14 هدفًا، وصنع 8 آخرين، أي أنه يساهم بهدف كل 149 دقيقة.
ورغم أن هذه الأرقام تبدو أقل مما حققها اللاعب الموسم الماضي الذي شارك في 50 مباراة مسجلاً 13 هدفًا، وصنع 16 آخرين، إلا أن حسمه وتسجيله للأهداف هذا الموسم يبدو أفضل، ما يبرر الاعتماد عليه بشكل أكبر خلال النصف الأخير من الموسم.
هذا التطور يتضح بشكل أكبر، عند مقارنة أرقام رياض قبل قدومه إلى مانشستر سيتي، حيث لعب الجزائري 36 لقاء في الدوري الإنجليزي موسم 2017-2018 مع ليستر، مسجلاً 12 هدفًا، وصنع 10 آخرين.
وخلال هذه المباريات، بلغت نسبة التسديد لديه 2.24%، فيما بلغت نسبة الأهداف المتوقعة خلال 90 دقيقة، 20%.
لكن وبعد مرور 3 سنوات له مع مانشستر سيتي، فإن هذه الأرقام تغيرت، ونسبة التسديد على المرمى تخطت 4% تقريبًا، فيما بلغت نسبة الأهداف المتوقعة خلال 90 دقيقة، 50%.
ومع اقتراب الموعد المنتظر، يتمنى جوارديولا أن يترجم رياض موسمه الناجح بقيادة الفريق للصعود إلى منصات التتويج، خاصة وأنه اللقب الذي يتوق إليه بيب مع فريق غير برشلونة، كما أن الجزائري لم يسبق له الفوز باللقب الذي ذهب إلى سيتي من أجله.