تقلب وتراجع مخيف في أسعار النفط.. ماذا يجري؟!
سجلت أسعار النفط تراجعا مخيفا في الأسابيع الماضية، ونزلت مستويات الخام في تداولات الاثنين إلى أدنى مستوى لها منذ جانفي الماضي، أي قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وسجل سعر مزيج خام برنت بحر الشمال، الذي يعتبر النفط المرجعي للبترول الجزائري “صحارى بلند”، 85.73 دولارا للبرميل، في حدود الثانية والنصف زوالا، في حين بلغ سعر خام غرب تكساس الأمريكي 79 دولارا للبرميل.
وتعتبر هذه المستويات هي الأدنى للنفط الخام منذ مطلع السنة الجارية، والتي بقيت لأشهر فوق حاجز مائة دولارا للبرميل، وسط تزايد المخاوف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على الذهب الأسود، وتحول الأزمة إلى ركود عالمي.
ومقابل هذا التراجع برزت تحليلات معاكسة من أكبر البنوك الأمريكية، والتي توقعت أن يكون الانخفاض الحالي مقدمة لارتفاع كبير في الأشهر القادمة، حيث توقع على سبيل المثال “بنك مورغان” أن تصل مستويات الخام إلى 95 دولارا للبرميل، مقابل 101 دولار للبرميل بالنسبة لبنك “جي.بي. مورغان”، و125 دولار هي توقعات “غولدمان ساكس”.
في هذا السياق، أفاد المحلل والإطار الأسبق بسوناطراك، مراد برور، بأن السوق البترولية تميزه المضاربة والأسعار تصعد وتتراجع، وهذا يتوقف على الإشارات التي يتلقاها السوق.
وأوضح المحلل مراد برور أن وضعية السوق الحالية المتسمة بنوع من التوازن، يمكن أن يصيبها اختلال في الأشهر القادمة، لأن هناك احتمالية لفقدان الحصة الروسية من العرض والمقدرة بـ4.5 مليون برميل يوميا، وهو أمر وجب أخذه في الحسبان.
من جهة، أخرى، يشرح مراد برور، أن من أسباب ذلك وضع الاقتصاد الدولي وخاصة الدول الكبرى تعاني من عدة مشاكل، منها الصين والولايات المتحدة، والتي تضاعفت مديونياتها، وتم رفع نسب الفائدة لمواجهة التضخم وإنقاذ الأنظمة المالية لهذه الدول.