
أبدى الجزائريون، كعادتهم، تضامنا غير محدود، مع إخوانهم في الولايات “المحترقة”، وعلى رأسها ولاية تيزي وزو المنكوبة.. ففي مختلف الولايات أعد شبابها العدة وتجهزوا، للزحف نحو تيزي وزو للمساعدة في إطفاء النيران ومساعدة المتضررين بالمواد الغذائية والأفرشة والمؤونة، فشرعوا في حملات واسعة لجمع التبرعات لغرض نقلها نحو بلاد القبائل. وانخرط في الحملة التضامنية جمعيات ولجان أحياء وأفواج الكشافة وشباب وتجار وفنانون ورياضيون.
اهتزت الأبدان وذرفت العيون دموعا، وتجمدت المشاعر وتعالت صيحات التكبير والتضرع.. واخترقت صيحات بواسل الجيش الوطني الشعبي الصدور وهم يستغيثون، فكانت كالسكاكين التي تقطع القلوب. وتوجعت الأنفس على مشاهد وصور ألسنة النيران الحمراء التي قاربت عنان السماء، وقضت على الأخضر اليابس والزرع والشجر والحيوان والبشر.
وأمضى الجزائريون ليلة سوداء أخرى يتابعون دقيقة بدقيقة أخبار الحرائق، فكلما شخصت أبصارهم مع ولاية، يتفاجؤون باندلاع حريق بولاية أخرى. فلم يجدوا غير التضرع للخالق ليرحمنا بغيث يطفئ النيران، بعدما عجزت إمكانيات الدولة وتضامن المواطنين، عن إخماد نيران أبت ألسنتها إلا أن تزيد اشتعالا، وبفعل فاعل.





