هذا ما يميز السردين الحقيقي ويجهله المستهلك
يجهل أغلب المستهلكين خصائص السّردين الحقيقي ويخلطون بين الأصناف الأخرى التي تشبهه في الشكل واللون على اعتبار أنه من السمك الأزرق، فلا ذوق متشابه ولا فيتامينات موحدة والأغرب أنّ الأثمان تشترك في بعض الأحيان، رغم القيمة الغذائية للسّردين التي تفوق بكثير ما تتوفر عليه “اللاتشا” أو الانشوا وحتى “اللاتشيدال” التي تباع على أساس أنها سردين، غير أنّها في حقيقة الأمر تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأصناف الأربعة.
قليل منا يعلم أن السردين الذي يباع بالأسواق، يختلف حسب النوعية والأصناف وقليل من يكتشف الصنف الحقيقي، فالمهم لدى هؤلاء اقتناء سمك أزرق يشبهه لذا ينخدعون بالأسعار التي تكون عادة متساوية مع السردين الحقيقي الذي يؤكد أصحاب المهنة أن ثمنه مرتفع مقارنة بأسعار الأسماك الزرقاء الأخرى بسبب قيمته الغذائية وحلو مذاقه وما الخلط الموجود في السوق، حسبهم، إلا خدعة يستعملها البائعون للربح على حساب جهل المستهلك الذي لا يستطيع بأي حال من الأحوال التفريق بين المنتجات البحرية التي تنحصر معلوماته البسيطة في السّردين أو السمك أو التونة والجمبري وفقط.
ويوضح في هذا الشأن نائب رئيس غرفة الصيد البحري لولاية تيبازة ورئيس الجمعية الوطنية التضامنية مع البحارة، هشام بوفروة”، أن بحارة وصيادي الجزائر أخذوا تسمية بعض أصناف الأسماك الزرقاء من الإسبان والإيطاليين الذين استوطنوا عندنا في فترة الاستعمار الفرنسي، مذكرا بأن الأصناف هذه وهي أربعة، تباع على أساس أنها سردين مثل “اللاتشيدال”، الانشوا و”اللاتشا” حيث لا يمكن للمواطن أو المستهلك العادي التفريق بينهما إلا القلة منهم، موضحا على سبيل المثال أن نوع “اللاتشيدال” وهي تتميز بصغر الحجم عن “اللاتشا” وتشبهها في البنية وقريبة من السردين غير أنها تأتي في المركز الثالث من حيث المذاق بعد السردين والانشوا، مؤكدا أن السردين الحقيقي هو الأفضل مذاقا مقارنة بالأنواع الأخرى كما يميزه تسرب زيوت منه أثناء الطهي، وهي عبارة عن تحلل البيض كما قال، مضيفا أنه يمكن تمييز السردين الحقيقي من النوعية الجيدة عن باقي الأنواع الأخرى التي تشبهه، من خلال نقاط موجودة على سطحه بالاتجاهين ويعرف لدى أهل المهنة بـ”بوخانة”، وعادة ما تصل عدد النقاط به إلى 7 نقاط إذا كان مكتمل الحجم.