مقتل شاب دفاعا عن فتاة استجارت به بأم البواقي
شهدت مدينة عين البيضاء التابعة لولاية أم البواقي، بعد صلاة عشاء الاثنين، جنازة مهيبة لشاب في الثامنة والعشرين من العمر، دفع روحه ثمنا لشهامته، بعد أن دافع عن شابة لجأت إلى محله، خوفا من بطش ثلاثة شباب كانوا مستهلكين للمهلوسات، وقد انتشرت صور الشاب وما قام به في الأيام الماضية عندما كان يرقد في مستشفى قسنطينة الجامعي بن باديس ما بين الموت والحياة، على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن مشيئة الله أرادت له مغادرة الحياة الدنيا زوال الإثنين أمام صدمة أهله وكل الذين يعرفون الشاب سيف الدين درار، الطيب الخلوق، والذي أعيد إلى مسقط رأسه مدينة عين البيضاء ليدفن في مقبرتها المركزية.
وحسب أهل المنطقة فإن سيف الدين الذي امتهن صناعة الخبز التقليدي المعروف باسم الكسرة منذ فترة طويلة واشتهر به، كان في محله قبل أربعة أيام، عندما اقتحمت المحل شابة وطلبت منه مساعدتها، لأن عصابة تريد الاعتداء عليها واختطافها، فأدخلها إلى المحل وخرج لإفهام المعتدين بضرورة المغادرة، لأن الشابة في حمايته، ولكنهم رفضوا اقتراحه، وحاول أحدهم إخراج الشابة العشرينية بالقوة من محله، فاعترضه التاجر، وانطلقت مناوشات عنيفة، بين الطرفين استعمل فيها أحد الجناة سكينا، ثم دفعوه بقوة فسقط أرضا، وارتطم رأسه بالرصيف فأغمي عليه من دون حركة، ففر الجناة الثلاثة.
واتضح بأن الإصابة التي تعرض لها الشاب ديار سيف الدين كانت خطيرة جدا، أين أصيب بنزيف داخلي حسب أول تقرير طبي من مستشفى زرداني بعين البيضاء، حيث أن الارتطام وقع على مستوى مؤخرة الجمجمة، ونقل إلى مستشفى زرداني في حالة غيبوبة، ليحوّل بعدها على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة في حالة موت سريري وفارق بعدها الحياة.
وأعلنت مصالح الأمن الاثنين توقيف ثلاثة من المشتبه فيهم في التسبب في قتل سيف الدين، في الوقت الذي قالت مصادرنا، بأن أحد الموقوفين من مروجي المخدرات، وساعدت كاميرات المراقبة المثبتة في المحلات المجاورة لمحل الضحية، في توقيف الجناة، والتحقيق جار لمعرفة الدوافع الحقيقية التي كانت سببا في إزهاق روح شاب في ربيع العمر.