جولات سياحية وسط الثلوج تتحول إلى مآس
عادت السياحة الجبلية إلى الواجهة، في عز فصل الشتاء خاصة في هذه الأيام التي اكتست فيها الجبال والمناطق الواقعة أعالي قممها، الحلة البيضاء وتلونت بالبياض جراء التساقط الكثيف للثلوج، بعدما شهدت المنطقة شحا وندرة للمياه أثر سلبا على مظاهر فصل الشتاء والحياة اليومية للمواطنين الذين اعتادوا على أجواء الشتاء الباردة ولكنها تأخرت هذه السنة على غير العادة، لتعود للظهور مجددا حاملة معها الثلوج في مختلف مناطق تيزي وزو، الأمر الذي أعاد الأمل في موسم خير مزهر، رغم الصعوبات التي رافقت التقلبات الجوية وعزلت الكثير من القرى، بسبب غلق الطرقات وصعوبة الوصول إليها، لولا العمل الميداني الذي قامت به السلطات ومختلف المصالح من أجل فتح الطرقات المغلقة وفك العزلة عن المواطنين في مختلف القرى.
المخاطر التي تصاحب تساقط الثلوج خاصة في المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها في مثل هذه الظروف، لم تكن حجر عثرة في طريق هواة المغامرة من شباب عشقوا السير وتسلق الجبال، إلى جانب التزلج والتزحلق في هذه الأجواء الباردة التي ألبستها الثلوج “برنوسا” أبيض، لتكون وجهتهم أخطر المناطق والطرقات التي تعرف بانسدادها وغلقها التام لعدة أيام في مثل هذه الظروف المناخية، فضلا عن الانهيارات الثلجية، الأمر الذي يدفع بالسلطات إلى إطلاق نداءات الحذر والحيطة من التنقل إلى هذه المناطق والأماكن في مثل هذه الظروف وهذا للحفاظ على حياتهم، وإبعاد الخطر المحقق الذي يمكن أن يؤدي في عديد الحالات إلى الموت، إذا ما علقوا في تلك المناطق ولم يتلقوا المساعدة في وقتها.
التحذيرات من التنقل لهذه المناطق في هذه الظروف المناخية القاسية وكميات الثلوج الكثيفة المتساقطة، لا يعيرها الكثيرون الاهتمام من العائلات وحتى الشباب الهواة الذين تتغلب عليهم رغبتهم الجامحة للاستكشاف وممارسة هواياتهم المفضلة، ليشدوا رحالهم إلى المناطق الجبلية مصطحبين معهم أولادهم للمرح والتنزه، وهناك من يبتعد لمسافات طويلة وسط تلك الثلوج التي تستهويهم مناظرها، ليتيهوا خلال هذه الرحلات الاستكشافية والجولات السياحية، واضعين أنفسهم أمام مخاطر كبيرة فلا هم قادرون على العودة ادراجهم، ولا مواصلة طريقهم في هذه الظروف الجوية التي ما تزال مخلفاتها مستمرة في عديد المناطق إلى غاية الآن، ولم تعد معالم الحياة الطبيعية إلى وضعها المعتاد قبل تساقط الثلوج، حيث يضطر سكانها للمكوث في منازلهم في انتظار تدخل السلطات لفتح الطرقات أو ذوبان الثلوج، إلا أنه نجد مغامرون يضربون بتعليمات المسؤولين والمصالح الخاصة، بعدم التنقل إلى هذه الأماكن في الوقت الراهن عرض الحائط، ليعرضوا بذلك حياتهم إلى خطر محقق.
تساقط الثلوج رسم مناظر ولوحات طبيعية يصعب على محبي الاستكشاف وهواة السياحة الجبلية مقاومة جمالها، الذي يأخذهم بعيدا وسط تلك المخاطر المحيطة بهم، ليرتموا وسطها دون وعي منهم بحجم الصعوبات التي تواجههم على أرض الواقع، والتي قد تؤدي بحياتهم إلى الهلاك خاصة مع انعدام الإمكانيات والظروف المساعدة على نجاح السياحة الجبلية في الوقت الراهن والتي تحتاج إلى معايير خاصة من شأنها أن توفر المتعة والفرح بعيدا عن الخطر.