
يتيهون من طبيب إلى طبيب، ويتناولون أدوية مُختلفة، ولا يتركون تحليلا طبيا إلا وأجْروه، وفي الأخير يكتشفون أنّ الأعراض الجسدية الخطيرة التي كانوا يعانون منها، مُجرد جرعة توتر زائدة وضغوطات نفسية، قد تنتهي برحلة استجمام بعيدة عن المشاكل، أو بتغيير نظام الحياة، والتسليم بالقضاء والقدر.
يُعاني كثير من الأشخاص مؤخرا من أعراض جسدية يرونها خطيرة، وعلى رأسها خفقان شديد ومتكرر في القلب، قد يتعدى 160 ضربة في الدقيقة، وأحيانا تباطؤ في ضربات القلب وكأن الأخير سيتوقف عن العمل، ضيق شديد في التنفس خاصة ليلا، آلام وتشنج ووخز في القلب وعلى طول الذراع اليسرى، رعشة في الجسم وتعرق، آلام رأس.. وغيرها من الأعراض الجسمانية.
وهنا، يسارع الشخص لزيارة طبيب القلب، الذي يؤكد له بعد إجراء تحاليل وصور أشعة، أن قلبه سليم. ولكن المريض من شدة الأعراض وتواصلها يصر على زيارة طبيب ثان وثالث ثم رابع، بعدها يتوجه إلى الرقية والحجامة، ويدخل في متاهة لا تنتهي.. ما يجعل أعراضه التي يراها مرضية، تزيد حدتها أكثر فأكثر، بل يشعر في أثناء نومه بأنه سيموت، بعد إحساس ببرود في الرجلين وتباطؤ التنفس. وهذا الشخص ينتظر موته كل ليلة.!