لا تبالي كثير من العائلات بسهر أبنائها لساعات متأخرة خلال ليالي الصيف، تحت مبرر وجودهم في عطلة أو بسبب الحر، فيما تفشل أخريات في اقناع أطفالهن بالنوم مبكرا. وهذا السلوك يحذّر منه أطباء الأطفال، مؤكدين بأن تأخر الطفل في النوم، يؤثر سلبا على نموه الجسدي والعقلي.
تشكو كثير من الأمهات، من سهر أطفالهن صيفا لما بعد منتصف الليل، وتفشل جميع محاولاتهن في ذلك، لدرجة يوجد اطفال لا ينامون الا بحلول الفجر ويستيقظون صباحا باكرا، والسلوك سببه غالبا، هو تعوّد العائلة على السهر ليلا، ما يجعل الطفل يقلد سلوك الكبار، فضلا عن انعدام نشاطات “مرهقة” للطفل خلال اليوم، مثل التمدرس نهارا، وهو ما يجعله في كامل طاقته الجسدية ليلا.
وتؤكد كثير من الأمهات، بأنهن يخلدن إلى النوم أحيانا، تاركين أطفالهن مستيقظين، بعد ما تفشل كل محاولاتهن في جعلهم ينامون باكرا.
وفي هذا الصدد، أكّد المختص في طب الأطفال، عز الدين بو الصلصال في تصريح بأنّ عادة تأخر الأطفال في النوم ليلا، أصبحت ظاهرة ملموسة، وتشتكي منها كثير من الأمهات اللواتي يقصدن عيادته.
وكشف بأن نوم الطفل بعد 12 ليلا، فيه مخاطر على صحته، ومن اهمها تقليل افراز هرمون النمو، كما يؤثر السلوك على نمو وطول الطفل وهو ما جعله يشدد على الأولياء بعدم الاستهزاء بموضوع تأخر الأولاد في النوم ليلا.
وقدّم المختص بعض الحلول للعائلة، التي تفشل في جعل أطفالها ينامون باكرا، ومنها استحمام الأطفال الرضع بماء فاتر، قائلا “حتى الرضيع البالغ يوما واحدا، يمكن لوالدته تحميمه”.
كما نصح المتحدث بتوفير أجواء النوم المناسبة بالغرفة، للترغيب في النوم، ومنها ضبط مكيّف التبريد على درجة حرارة مناسبة لا تؤذي الطفل أو الرضيع، مع إطفاء التلفاز وتوفير جو من الهدوء والصمت.
وأشار بوالصلصال، إلى أنّ أهم سبب في بقاء الأطفال ساهرين ليلا، هو تقليدهم للكبار، وعليه “يجب على الأسرة تنظيم أوقات نومها، خاصة في ليالي الصيف الطويلة والحارة، فحتى نوم الكبار بعد 12 ليلا، ينعكس سلبا على اجسادهم، ومن ذلك فقدان التركيز نهارا والإرهاق والتعب، على حد قول محدثنا.