عملت أوساط دبلوماسية متربصة على استغلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون، إلى كل من روسيا وبعدها الصين، من أجل الإيهام بأن الجزائر تخلت عن مبدأ حيادها المعتاد في سياستها الخارجية، الذي لا يستهدف المصالح الحيوية الغربية وفي مقدمتها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وحلت مساعدة كاتب الدولة الأمريكي المكلفة بالمنظمات الدولية، ميشيل سيسون، بالجزائر الثلاثاء 25 جويلية 2023، في زيارة عمل، استقبلت خلالها من قبل نظيرها الجزائري، أحمد عطاف، ووزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، وهي الزيارة التي تعد الثانية من نوعها في ظرف أقل من سنة.
وبحث الطرفان مجالات التعاون الثنائي والحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، وفق بيان للخارجية، ولاسيما آفاق تعزيز التنسيق بين البلدين في مختلف المنظمات والهيئات الدولية ذات الانتماء المشترك وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن التابعين للأمم المتحدة. كما استعرضا دعم المرشحة الأمريكية لعضوية محكمة العدل الدولية، سارة كليفلاند، تحسبا للانتخابات المزمع إجراؤها يوم التاسع نوفمبر المقبل بمنظمة الأمم المتحدة.
وجاءت زيارة المسؤولة الأمريكية إلى الجزائر، لتؤكد بأن الحسابات التي راهنت عليها تلك الأوساط، لم تجن غير الخيبة، لأن علاقات الجزائر الخارجية مع القطب الذي تتزعمه كل من روسيا والصين، ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى عقود خلت، ومع ذلك لم تتأثر علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقبل أن يزور الرئيس تبون بكين وموسكو، كانت الجزائر قد تحفظت على العديد من القرارات الأممية التي تدين العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي كانت وراءها الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في المنظومة الغربية، ومع ذلك لم تتوقف زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر، ولم تنقطع المكالمات بين مسؤولي البلدين.