شهدت، ولاية سطيف مأساة عائلية فارق على إثرها عريسان جديدان الحياة اختناقا بالغاز رفقة عصفوريهما، في مشهد يبعث على الحيرة والأسف والأسى.
العريسان، أمين وأميمة، يبلغان من العمر 26 و21 سنة، دخلا القفص الذهبي منذ شهرين، الاثنان كانا يقطنان بحي 1014 مسكن بسطيف، غمرتما الفرحة منذ أن تعرفا على بعضيهما وكانا يحلمان ببناء أسرة جديدة. وكانت أول خطوة لهما الاستقلال بمسكنهما، حيث قاما بتأجير شقة بحي تينار بالسكنات الجديدة الواقعة شرق مدينة سطيف، وهي الشقة التي دخلاها بفرحة العرسان الجدد وخرجا منها جثتين هامدتين. كل ذلك بسبب انسداد في قصبة تصريف دخان المدفأة، حيث لاحظ الأقارب انقطاع أخبارهما، وعدم ردهما على الهاتف ليتم على الفور استدعاء رجال الحماية المدنية الذي تنقلوا إلى الشقة، وقاموا بكسر الباب فعثروا على الزوجين جثتين هامدتين.
وقد تبين من خلال المعاينة الأولية أن الوفاة سببها استنشاق غاز أحادي الكربون المنبعث من المدفأة. وكما سجل نفوق عصفورين داخل القفص الذي كان يحتفظ به العريسان في شقتهما.
هذه المأساة ليست الأولى من نوعها في ولاية سطيف، بل سبق لعرسان جدد أن فارقوا الحياة بنفس الطريقة، فسكان بلدية عين أرنات الواقعة غرب ولاية سطيف يتذكرون حادثة العريسين الجديدين اللذين عادا من شهر العسل وتوجها إلى شقتهما الجديدة التي قضيا فيها أول وآخر ليلة، حيث عثر عليهما رجال الحماية المدنية جثتين بالقرب منهما صور العرس التي كانا يتفقدانها. وفي حادثة أخرى وقعت بمدينة سطيف تتعلق بعريس جديد وهو صيدلي فارق الحياة رفقة عروسه في أول ليلة بعد زفافهما.
وعادة ما تصنع الشقق الجديدة أو التي يدخلها أهلها لأول مرة أو بعد فترة طويلة المآسي لغياب حركة بسيطة تتمثل في تفقد المدخنة المعرضة للانسداد لعدة أسباب.
وحسب رجال الحماية المدنية الذين تحدثنا إليهم، فإن هذه حوادث الاختناق في منحى تصاعدي، ولم تستثن أحدا فقد قتلت الآباء والأبناء والأطباء ورجال الحماية المدنية وأعوان سونلغاز، وأصبحت ظاهرة في وسط العرسان الجدد الذين يدخلون سكناتهم الجديدة فتسكن حركاتهم وأنفاسهم بسبب هذا الغاز المبيد للإنسان والحيوان، مثلما حدث مع العريسين أمين وأميمة اللذين فارقا الحياة بعد دخولهما القفص الذهبي، ونفس النهاية لقيها العصفوران في قفص الطيور.
