قصة لقب.. أول تتويج لشباب قسنطينة بنهاية دراماتيكية
تصادف وذكرى تأسيس النادي الـ99
يُعتبر نادي شباب قسنطينة، أحد أقدم وأعرق الأندية الجزائرية والعربية؛ حيث عايش محطات مهمة، ومشرقة في تاريخه، منها لقبه الأول الذي تصادف وذكرى تأسيس النادي الـ99.
ونسلط الضوء على أول تتويج في تاريخ هذا النادي العريق، والذي كان عام 1997.
بوالحبيب قائد ثورة التصحيح
عانى شباب قسنطينة من تهكم أنصار الفرق المنافسة قبل عام 1994؛ بسبب عدم قدرة الفريق على حجز مكانة له ضمن حظيرة النخبة الجزائرية، حتى إنه فشل في الاستمرار في بطولة الدرجة الأولى لموسمين متتاليين.
فلا يكاد أنصاره يتلذذون طعم الصعود، حتى يجد نفسه ضمن قائمة الهابطين بالعام التالي.
لكن صيف 1993، كان تاريخيًا؛ حيث شهد قدوم رئيس شاب يدعى محمد بوالحبيب، والذي أحدث ثورة كبيرة بصفوف النادي، بعد أن كوَّن فريقًا يضم خيرة لاعبي منطقة شرق الجزائر، ونجح في الصعود بالنادي لدوري الأضواء في أول موسم.
وبعد مرور سنتين فقط، تحول الشباب لرقم مهم بالبطولة الجزائرية، ليحدد رئيسه الشاب صيف 1996، هدف التتويج باللقب، متحديًا أعتى النوادي مثل اتحاد الجزائر، وشبيبة القبائل، ومولودية وهران.
مرحلة ذهاب قوية ومشاكل الإياب تهدد الحلم
بداية موسم «1996-1997» بالنسبة لقسنطينة، كانت استمرارًا لأحداث نهاية الموسم الذي سبقه، كون ممثل مدينة سيرتا كان طرفًا محددًا لهوية البطل، بعد أن توج اتحاد الجزائر باللقب بعد فوزه على الشباب بميدانه (2-1)، ما حرم مولودية وهران من تاج كان أقرب لخزائنه.
وبعد استقدامات قوية، اختار محمد بوالحبيب رئيس الشباب، خطف المدرب القدير محمد حنكوش من مولودية وهران، ليرسم «سوسو» كما يحلو للسنافر مناداته، الخطوط العريضة لمشروع الحلم، الذي بدأ يكبر بعد نتائج مرحلة الذهاب التي أنهاها الفريق فوق «البوديوم»، وعززها في بداية الإياب.
غير أن فتور العلاقة بين بوالحبيب، وحنكوش ومغادرة الأخير، أضعفت التشكيلة لتتراجع النتائج ويتقلص الفارق عن الوصيف مولودية وهران، حتى أن الجولة ما قبل الأخيرة أزاحت الشباب عن العرش، ومنحت شرف القيادة للحمراوة.
نهاية هتشكوكية
ونجح الشباب في كتابة التاريخ، في يوم حار وقائظ، لم يكن أشد المتفائلين يتكهن بسيناريو نهايته، لأن كل المتتبعين كانوا متيقنين من تتويج مولودية وهران، الذي لم يكن يحتاج سوى الانتصار على الجار وداد تلمسان. فيما كان محتما على الشباب الفوز في بولوغين على اتحاد الجزائر، وانتظار مفاجأة من ملعب «بيروانة»، اعتبرها الكل وبينهم السنافر بمثابة المعجزة صعبة التحقيق.
لكن القدر شاء أن يفوز الشباب بفضل هدف مولود كاوة، ويتعثر الحمراوة بهدف لمثله في تلمسان، لتتحول فرحة التتويج من عاصمة الغرب وهران، إلى أم الحواضر قسنطينة، التي عاشت أسبوعا من الأفراح، لم تغب مشاهدها وصورها عن أذهان سكانها إلى غاية اليوم