الإنجليزية “تسيطر” على واجهات محلات المدن الجديدة
يبدو أن خيار الإنجليزية، لتعويض الفرنسية، كلغة ثالثة في البلاد، بعد اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، لم يبق مجرد برامج للتدريس فقط، وإنما صار خيارا شعبيا في استطلاع قامت به في بعض شوارع ولايتي قسنطينة وقالمة، كنموذج ينطبق على غالبية المحلات التجارية بشكل عام، وخاصة منها الجديدة أو المتواجدة في المدن الجديدة بمختلف الولايات.
وهي لافتة للأنظار في المحلات ذات الأعمال الشبابية،والتي يدريها تجار شباب مثل صالونات الحلاقة والأكلات الخفيفة والبيتزيريات والملابس العصرية وحتى المدارس الخاصة والروضات، إذ لا تجد غير كلمات إنجليزية مثل: shop, school, center, best، وغيرها من الكلمات الطاغية المكتوبة في مختلف المساحات التجارية التي صار يحفظها حتى المتقدمون في السن من النساء والرجال.
سألنا صاحب محل لبيع المواد كهربائية يدعى سفيان في الثانية والثلاثين من العمر، عن تركيزه على اللغة الإنجليزية فقط في محله، فقال بأن السلعة أصلا مستقدمة من بلدان تتعامل باللغة الانجليزية، وقال، بأنه وجد نفسه مجبرا على تعلم اللغة الإنجليزية من أجل التعامل مع المؤسسات المتواجدة في تركيا والصين وبلاد أوربية أخرى مثل إيطاليا عبر البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، كما أنها تقدم نبذة عن منتجاتها في صفحاتها وعن كيفية الاستعمال وكلها باللغة الإنجليزية، أما الفرنسية فاعتبرها سفيان لغة تجارية عرجاء، لا يمكن أن تفيد من يتقنها لوحدها إذا أراد النجاح في تجارته.
ويرى محدثنا بأن تغيير الكتابات الإشهارية على واجهة محله، أمرا صار يلقى التجاوب من الزبائن الذين يقتنون مختلف المواد الكهربائية وأحيانا يطلبونها بلغة إنجليزية سليمة، وقدّم لنا علبا لمختلف المواد المستعملة حاليا كلها مكتوبة باللغة الانجليزية، وقال بأنه لم يعد يرى الفرنسية إلا على ألسن البعض فقط.
أما سلمى وهي صاحبة مطعم، فابتسمت وهي تقول: “لم يعد الجزائريون ينطقون سوى مرطب الميلفاي بالفرنسية، أما بقية الأكلات الخفيفة التي ظهرت مؤخرا فهي تحمل أسماء بلغات أخرى مثل الإنجليزية في الهامبرغر أو التركية والشامية مع الشوارما أو مكسيكية مثل التاكوس”، واعتبرت حمل مطعمها لكتابات باللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية أمرا عاديا وتحوّل ضروري من لغة تحتضر في ديارها وفي لسان أهلها،إلى لغة مساعدة لولوج العالم مع الجزائر الجديدة.