المتمدرسون.. عين على الكرّاس وعين على الكُرة
تزامن انطلاق الامتحانات المدرسية للطّور الأوّل، مع تواصل مباريات كأس العالم بقطر، وهو ما جعل الأولياء في حالة “كرّ وفر” مع أولادهم خاصة الذكور، المدمنين على كرة القدم، بل أن بعضهم وضع خطة مراجعة لا تتعارض مع المباريات، وإن كان الأمر صعبا.
حيرة كبيرة تعيشها الأسر هذه الأيام، بسبب تزامن امتحانات الطور الأول، مع مباريات كأس العالم بقطر، ولأن التظاهرة الرياضية تأتي مرة واحدة كل 4 سنوات، فاستحالة أن يتم التفريط في مشاهدة مبارياتها، خاصة والمونديال يعيش مباريات الدور ربع النهائي، الذي تكون مقابلاته مثيرة ومشوقة.
وتؤكّد أمهات تحدثن بأنهن يعانين معاناة كبيرة مع أولادهن المتمدرسين، خاصة الذكور، في جميع الأطوار المدرسية، من الابتدائي إلى الطور الثانوي. وفي هذا قالت أم أيمن “استحالة أن يفرط ابني المتمدرس في السنة 4 ابتدائي، في أي مباراة مونديالية، فهو يحفظ أسماء اللاعبين والفرق عن ظهر قلب، والمؤسف أن ولدي مستواه الدراسي متوسط، ولابد له من تفرغ كامل أيّام الامتحانات”.
بدورها سارعت أمّ أخرى، بمجرد الإعلانات عن تاريخ الامتحانات، للإطلاع على توقيت المباريات المونديالية، بسبب إدمانها أطفالها الثلاثة المتمدرسين عليها، وتقول “جدول المباريات لا يساعدنا إطلاقا في ضبط مواعيد المراجعة لأولادنا، فكل يوم توجد مباراة ابتداء من 4 مساء وتنتهي قرابة السادسة مساء، تليها مباراة ثانية وفي اليوم نفسه تبدأ على 8 مساءا وتنتهي 10 ليلا، هذا في حال لم تذهب المباراة إلى أشواط إضافية وضربات الترجيح، في حال تعادل الفريقين”. ويبدو أنّ مُحدّثتنا، أصبحت تفقه عالم كرة القدم جدا، وكله بسبب امتحانات أطفالها.
وللمتمدرسين كلمتهم في هذا الموضوع، منهم عادل متمدرس في السّنة الثانية ثانوي بالعاصمة، أكد بأنه لن يفرط في مشاهدة مباريات فريقه المفضل “البرازيل” مهما كلفه ذلك..!
ولتجاوز هذه الفترة الحجرة على العائلات، تنصح المختصة النفسانية، بإيجاد صيغة لتنظيم أوقات المراجعة خلال المونديال، مع عدم حرمان أطفاله من متعة المونديال، الذي ينظم مرّة واحدة كل 4 سنوات.
وقالت “حتى متعة مشاهدة كرة القدم، قد ترفع معنويات التلاميذ، وتحفّزهم على الدراسة، عكس حرمناهم منها بالقوة، فقد يتراجع تحصيلهم الدراسي”.
وتنصح المتحدثة، بضرورة الموازنة بين الحفظ والاستعداد الجيد للامتحانات، وبين متابعة المباريات، ويكون ذلك “عن طريق النوم المبكر، واستغلال الفترة الصباحية للمراجعة، وحتى استغلال فترة ما بين الشوطين للحفظ قليلا “.
وتؤكد قريشي، أنّ منع التلاميذ من مشاهدة المباريات قد يأتي بنتيجة عكسية، ويشتت تفكير الأطفال، ويزيد قلقهم وتوترهم.