المخدرات تهدد الشباب بالموت
يدعو الكثير من الخبراء والمختصين، إلى تكثيف حملات التطوع التي يشارك فيها الشباب، وهذا كوسيلة علاج من الإدمان على المخدرات، حيث كشف مختصون في الطب الشرعي، أنّ المصالح الاستشفائية تسجل يوميا من 4 إلى 5 وفاة بسبب تعاطي جرعات زائدة من الحبوب المهلوسة، والكوكايين أو الهيروين، وهو انتحار غير مباشر يهدد الشباب الجزائري اليوم.
وقال هؤلاء إن دور الشباب وحملات التطوع تعتبر أحد الحلول لإبعاد المدمنين عن المخدرات، وكوسيلة إدماج اجتماعي، حيث شارك مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لـ”التطوع”، نحو 1000 شاب من العاصمة في غرس الأشجار في منطقة برج بوعرريج.
وفي هذا السّياق، قال البروفيسور كمال يسين، أستاذ مساعد في الطب الشرعي بكلية الطب بالعاصمة، وطبيب بمصلحة التشريح بمستشفى مصطفى باشا، إن هذه الأخيرة تسّجل يوميا من 4 إلى 5 وفاة بسبب تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، أو ما يسمى بـ”التشوشنا”، وهي خليط من الحبوب المهلوسة، موضحا أن هذا خطر يهدد الشباب وهو انتحار غير مباشر يأتي في المرتبة الثانية بعد رحلات “الهجرة غير الشرعية”.
ودقّ رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى الأغواط، البروفيسور ماسينيسا بن يعقوب، ناقوس الخطر حول زيادة حالات الوفاة بالسكتة القلبية وسط الشباب، وذلك بفعل تعاطي المخدرات، وقال إنّ ذلك يهدّد الصحة العمومية، مشيرا إلى أن عمليات التشريح مؤخرا كشفت عن أسباب الوفاة عند شباب تقل أعمارهم عن 30 سنة، وراءها الجرعات الزائدة للمخدرات.
من جهته، أكّد الخبير الدولي والمستشار في الوقاية الجوارية، رئيس جمعية رعاية الشباب، عبد الكريم عبيدات، أن مركز معالجة الإدمان ببوشاوي يتابع علاج حوالي 5 آلاف شاب جزائري، وأن نسبة 3 بالمائة منهم كانوا يتعاطون جرعات زائدة، مما أدى إلى تواجدهم في حالة إدمان معقدة وصعبة العلاج.
ويرى عبيدات أن من بين الحلول هي الحملات التطوعية وخرجات الترفيه للشباب وتفعيل دور هؤلاء، كطريقة علاجية نفسية تأتي نتائجها الإيجابية من خلال الإدماج الاجتماعي، معتبرا أن الفراغ والتهميش أدى بالمراهقين إلى تعاطي المخدرات كانتقام من أنفسهم، إلى درجة الموت.