من الصدف الرياضية النادرة وغير المسبوقة، ربما، هي أن تجتمع أكثر من بطولة رياضية، رسميتين في فترة واحدة ومتقاربة في كل من قارتي آسيا وإفريقيا، ونعني بذلك بطولتي كرة اليد وكرة القدم، ففي قارة إفريقيا تم تنظيم بطولة إفريقيا للأمم 2024 في كرة اليد بالقاهرة من 17 إلى 27 جانفي 2024، والتي توج بها “الفراعنة” على حساب “محاربي اليد” الجزائريين، وفي فترة متقاربة جدا، أي من 13 جانفي إلى 11 فيفري تحتضن ذات القارة بطولة كأس أمم إفريقيا في كرة القدم بكوت ديفوار، التي بلغت دورها الثمن نهائي من دون المنتخب الجزائري.
ومن الصدفة أو المصادفة الغريبة أن يتم في ذات الفترة أيضا وبقارة آسيا تنظيم بطولتي الأمم الآسيوية في كرة القدم وكرة اليد، ففي دولة قطر، تم تنظيم بطولة كأس آسيا لكرة القدم في نسختها الثامنة عشر من بطولة كأس آسيا في الفترة الممتدة من 12 جانفي إلى غاية 10 فيري 2024، وهي البطولة التي تُقام كل أربع سنوات بمشاركة 24 منتخبًا وطنيًا، وقد كانت مقررة في الصين وتم تأجيلها وتنظيمها بدولة قطر، مطلع هذه السنة مع تألق منتخب فلسطين، وفي نفس الفترة، احتضنت دولة البحرين النسخة الـ21 من كأس آسيا لكرة اليد في الفترة الممتدة من 11 إلى 25 جانفي الجاري، وبالنظر الى تداخل البطولتين في فترتين في نفس الوقت، فإن الخاسر الاكبر كان المشاهد والجمهور الرياضي، الذي لم يستطع تتبّع جميع هذه البطولات في نفس الفترة من السنة خاصة أن قارتي آسيا وإفريقيا تضمان كل الدول العربية العاشقة للعبة كرة القدم في المرتبة الأولى، وتليها كرة اليد في المركز الثاني. فهل هذا ناتج عن سوء تنظيم وسوء تقدير؟ أم الصدفة التي قد تكون خيرا من ألف ميعاد أحيانا، كما يقال.
