مع تزايد عدد المصابين بكورونا، تراجع الحضور الجماهيري في ملاعب الدوري الألماني، في وقت يهدد فيه خطر العدوى اللاعبين المجبرين على اتنقل مع أنديتهم، ومع منتخباتهم على الصعيد الدولي.
ونالت ألمانيا الإشادة بعد استكمال الموسم الماضي من البوندسليغا لكن دون حضور الجماهير، بعد توقف دام نحو 3 أشهر منذ مارس الماضي بسبب الجائحة، لكن معالم المستقبل تبدو غامضة.
وقال هانز يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند لمحطة “زد دي إف” التليفزيونية خلال حديثه عن رؤيته لما هو قادم “على أدنى تقدير يجب أن تستمر المباريات دون حضور الجماهير”.
ورغم تزايد الإصابات بفيروس كورونا فإنه من المستبعد أن يتم إيقاف موسم البوندسليغا مجددا.
وستضطر الأندية ورجال السياسة للتعامل مع المصاعب المختلفة والتي دخلت في طي النسيان وسط حالة التفاؤل التي عمت الشهر الماضي.
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي إصابة لاعبين عدة بالعدوى مع منتخباتهم، وعلى رأس هؤلاء الكرواتي أندريه كراماريتش الذي غاب عن هوفنهايم أخيرا لإصابته بكورونا.
وفي الجولة الماضية من البوندسليغا، أجريت مباراة وحيدة أصل 9، في حضور النسبة المسموح بها من الجماهير، التي تبلغ 20%، في الوقت الذي جرى فيه تأجيل مباراة بدوري الدرجة الثانية.
وقال لوسيان فافر مدرب بوروسيا دورتموند: “علينا أن نحاول الاستمرار في اللعب لأطول فترة ممكنة”، منتقدا جولة المباريات الودية للمنتخبات، بالقول: “السفر ليس جيدا”.
ورغم تحذيرات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل للمواطنين، وحثهم على التزام المنازل، فإن أندية البوندسليغا ستفتتح دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي هذا الأسبوع، في رحلات عالية المخاطر، تتضمن الذهاب إلى بلدان ترتفع فيها نسب الإصابة بالفيروس.
كما سيشهد الشهر المقبل جولة جديدة من المباريات الدولية، ستجبر الأندية على التخلي عن لاعبيها غير الأوروبيين للمنتخبات بناء على لوائح الفيفا.
وتعارض بعض أندية البوندسليغا سفر لاعبيها غير الأوروبيين لمسافات طويلة من أجل الانضمام لمنتخبات بلادهم، ومن بين هؤلاء ألكسندر روسن مدير الكرة في هوفنهايم، الذي طالب بإعادة التفكير في هذا الأمر، بعد إصابة 3 من لاعبيه ومن بينهم كراماريتش قبل المباراة التي خسرها الفريق بهدف دون رد على يد دورتموند السبت الماضي.
وقال روسن: “هذه علامة تعجب لضرورة الاتفاق ربما كأندية البوندسليغا من خلال رابطة الدوري الألماني على التعامل بشكل مختلف خلال جولة المباريات الدولية المقبلة”.
وساند ماركوس كرويشه مدير الكرة في لايبزج، ذلك التوجه، فقال: “عندما ترى ارتفاع أعداد الإصابات ينبغي التفكير هل من المنطقى التفريط في اللاعبين خلال جولة المباريات المقبلة”.
ولكن قد يكون هناك تناقضات في تلك التصريحات، إذ أن لايبزج وهوفنهايم يستعدان للسفر بشكل اعتيادي لخوض المباريات الأوروبية.
واضطر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لتأجيل يورو 2020 للصيف المقبل بسبب الجائحة، مع السماح باستكمال المسابقات الأوروبية للأندية، مؤكدا عدم وجود رفاهية لتعديل أجندة الموسم الحالي.
ويتوجب على الأندية تقبل إمكانية خسارة جهود أبرز لاعبيها وأنه أمر لا مفر منه، السؤال يطرح نفسه، هل كان هوفنهايم سيلعب بتكتل دفاعي صريح لو كان كراماريتش موجودا داخل الملعب؟.
غياب الجماهير عن المدرجات قريبا سيؤثر على الاعتبارات المالية للأندية، فبحسب فاتسكه: “لدينا تكاليف هيكلية هائلة، علينا أن نجلب الأموال، إنها انتكاسة اللعب في غياب الجماهير”.
وأقر فاتسكه: “مباراة شالكه ستكلفنا مليونا وكذلك مباراة زينيت سان بطرسبرج”.
عودة الجماهير ولو تدريجيا إلى المدرجات تبدو غير واقعية هذا العام، بعد أن بلغ المعدل 35 إصابة جديدة يوميا لكل 100 ألف نسمة على مدى 7 أيام، وهي بمثابة نقطة اللاعودة.
وأوضح فاتسكه: “قدمنا فكرة وعرضنا على السلطات نسبة 35 إصابة جديدة يوميا لكل 100 ألف نسمة على مدى 7 أيام) حدا أقصى، الأمانة تقتضي الالتزام بالعرض الذي قدمناه دون إعادة التفاوض”.
لكن فاتسكه لا يمكنه تحمل معاداة السلطات من أجل كسب ود جماهير كرة القدم، وهو ما ظهر جليا في قوله: “ربما نفكر في حضور عدد قليل من الجماهير أو منعهم كليا… لا يتعين علينا ترتيب الأشياء في مسألة الأهمية، بل وفق احتمالات الخطر”.
