مقال
Trending

مارادونا، مصدر شغف وإلهام

إذا كانت كرة القدم بالنسبة لمعظم أولئك الذين يمارسونها رياضة في المقام الأول، فإن البعض تمكّن من رفعها إلى مصاف الفن. وهكذا يُمكن مقارنة رؤية دييغو مارادونا يداعب الكرة بقدميه بزيارة معرض لرسام عظيم، أو حضور تحفة فنية في الأوبرا، أو الإنغماس في عمل أدبي كلاسيكي.

فمن المستحيل أن يشعر المرء بالملل حتى وهو يُشاهد مراراً وتكراراً، التحف الفنية التي تحمل توقيع صانع الألعاب الأرجنتيني السابق. وبالنسبة لبعض الفنانين، فقد شكّلت هذه التحف بالنسبة لهم مصدر إلهام. وبمناسبة عيد ميلاده الستين، يستحضر موقع الموعد الرياضي بعض الإبداعات الفنية التي رأت النور بفضل إعجاب أصحابها بالفتى الذهبي.

الأغاني
يعدّ الإحتفاء بمارادونا في الأغاني أمراً شائعاً، في جميع القارات وفي مختلف الأنماط. وبعضها أصبحت أناشيد مشهورة ومعروفة يهتف بها عشاق الأسطورة الأرجنتينية حول العالم أجمع. ولا شك أن خير مثال على ذلك هي أغنية (يد الإله)، من تأليف المغني الشعبي الأرجنتيني رودريغو بوينو “إل بوترو”، التي يحكي من خلالها حياة قدوته، بدءًا من الملاعب الرملية في حيه ووصولاً إلى التربع على عرش العالم، مروراً بـ “يد الإله”…

بدورها، احتفت موسيقى “الروك” الأرجنتينية بمارادونا أساساً مع فرقة “لوس بيوخوس” (مورادو)، وفيتو بايز (أسعد قلبي)، وأندريس كالامارو (مارادونا). وفي فرنسا، حذت فرقة الروك “مانو نيغرا” نفس الحذو مع أغنية (سانتا مارادونا)، وذلك قبل أن يؤلف مغني الفرقة مانو تشاو منفرداً، أغنية (لا فيدا تومبولا). كما غنى له كلاوديو جابيس وتشارلي جارسيا بموسيقى البلوز (مارادونا بلوز)، وكذا لوس كافريس في أغنية (كابيتان بيلوزا)، بموسيقى “الريجي”.

الأفلام
لطالما تمت مقارنة حياة مارادونا بشريط سينمائي، مع سيناريو مثير ومتقلب، وبالتالي كان من المنطقي أن يُلهم المدرب الحالي لفريق خيمناسيا لا بلاتا العديد من الأفلام.

ومن بين أشهر هذه الأفلام، هناك فيلم (مارادونا بحسب كوستوريكا) للمخرج الصربي إمير كوستوريكا، وهو شريط وثائقي عن حياة صاحب القميص رقم 10، يسعى لتصوير الشخص الذي يقف وراء الأيقونة وتجلياته الشعبية، وفيلم (دييجو مارادونا) للمخرج الإنجليزي آسيف كاباديا، وهو شريط وثائقي أيضاً يتمحور بالأساس على الفترة التي أمضاها مارادونا في نابولي، وتم تقديمه في مهرجان كان السينمائي في عام 2019.

وفي هذا الصدد، قال المخرج البريطاني: “لقد كنت منبهراً بمساره. أينما حلّ وارتحل، كان يترك وراءه لحظات عظيمة من التألق والدراما. لقد كان قائداً، يقود فريقه إلى القمة، لكنه عاش أيضاً الكثير من اللحظات العصيبة خلال مسيرته الإحترافية. كان دائماً ذلك الصغير الذي يحارب النظام…وكان مستعداً لكل شيء؛ ليستخدم كل ما لديه من دهاء وذكاء لتحقيق الفوز.”

وتم الإحتفاء كذلك بسحر مارادونا على الشاشة في العديد من الأفلام الأخرى، منها “مارادونا، يد الإله” (ماركو ريسي، 2007)، و”طريق سان دييغو” (كارلوس سورين، 2006)، و”من أرماندو إلى مارادونا” (خافيير فاسكيز، 2005).

المسارح
شهد أيضاً عالم المسرح العديد من الأعمال المخصصة للأسطورة الأرجنتينية، ولا شك أن أبرزها هي “الطائرة الورقية الفضائية، مباراة القرن،” والذي استلهم عنوانه من العبارة الشهيرة التي استخدمها فيكتور هوجو موراليس عندما علّق على الهواء مباشرة على الهدف المذهل الذي سجله ضد إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم المكسيك 1986 FIFA.

وتدور أحداث هذه الكوميديا ​​في شقة ببوينس آيريس، حيث يتابع ثلاثة مشجعين منتخب بلادهم على شاشة التلفزيون، وهي اللحظة التي اختارتها زوجة أحدهم لتكشف أنها كانت على علاقة مع الإثنين الآخرين. لكن الحدث الأهم في حياة هؤلاء لم يكن هذا الإعلان، وإنما ما يصفه موراليس على الشاشة الصغيرة: “إنها لحظة لن تُنسى، على مرّ التاريخ. يا أيها الطائرة الورقية الفضائية، من أي كوكب أتيت لتتخطى كل هؤلاء الإنجليز؟”

وبمناسبة الحديث عن هذا المشهد، لا شك أن جميع الأرجنتينيين يتذكرون على وجه التحديد أين ومع من كانوا يوم 22 يونيو 1986. وبالنسبة لكل واحد منهم، لم يكن هناك شيء أكثر أهمية من كلمات المعلّق الأوروجواياني…

التماثيل والجداريات
قد يكون منطقياً إلى حد ما مشاهدة رسومات مارادونا في مختلف شوارع بوينوس آيريس ونابولي، حيث ارتقى به مشجعو بوكا جونيورز ونابولي إلى مصاف الأسطورة، بل وحتى الألوهية، بيد أن عشق مارادونا بلغ مستويات يستحيل معها وضع قائمة بكل المعالم التي نصبت أو رسمت لتمجيده.

ففي عام 2017، شهدت مدينة كولكاتا الهندية نصب تمثال للأرجنتيني دشّنه مارادونا نفسه. وفي العام التالي، وبمناسبة عيد ميلاده الثامن والخمسين، أهدت العاصمة الأرجنتينية ولدها المدلّل تمثالًا معدنياً. ويمثل هذا التمثال، الذي يقع بالقرب من ملعب أرجنتينوس جونيورز حيث استهلّ مشواره الإحترافي، بطل العالم 1986 في مواجهة إنجلترا في ربع النهائي والتي كانت ذروة مسيرته الكروية.

أما بالنسبة للجداريات، فهي حاضرة بقوة في مختلف بقاع العالم. والأكثر لفتاً للأنظار -طبعاً- هي تلك التي أنجزها ابن نابولي، جوريت أجوتش، بمناسبة الذكرى الثلاثين لباكورة ألقاب الدوري الإيطالي التي توّج بها نادي الجنوب عام 1987. ويظهر الرسم في أطراف أحد المباني بمقاطعة سان جيوفاني تيدوتشيو.

Tags
Back to top button
Close
Close

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker