كانت الساعة تشير إلى تمام الحادية عشر وخمس وعشرين دقيقة، عندما كان أحد سكان منطقة ساحلية بضواحي مدينة بوهارون بإقليم ولاية تيبازة، يرقب تحركات طائرة مروحية، فوق منطقة سكنية، قبل أن تستقر فوق عرض البحر، على بعد كيلومترات قليلة، لتهوي بشكل مفاجئ وتسقط في البحر في كارثة شاهدها ملايين الجزائريين، من خلال لقطات مصورة رصدها على المباشر، مصور من سكان المنطقة.
ولم يمر وقت طويل، حتى أصدرت وزارة الدفاع الوطني بيانا، حمل رقم واحد، كشفت فيه عن سقوط طائرة مروحية تابعة لقيادة القوات البحرية، من نوع “أم أس ميرلان 25″، عندما كانت تحلق فوق منطقة على البحر، على بعد ميلين بحريين شمال غرب ساحل مدينة بوهارون بولاية تيبازة.
وأوضح بيان وزارة الدفاع أن المروحية المنكوبة كانت تقوم بمهمة طيران تدريبية تقنية، الأربعاء، ليضيف المصدر أن الحادث أسفر عن استشهاد الملازم الأول نور الدين بوزايدة، وهو أحد أفراد طاقم الطائرة المتكون من ثلاثة ضباط.
كما أوضح البيان أن عملية البحث ما تزال جارية عن طيارَيْن آخرين، حيث جرى تسخير وسائل البحث والإنقاذ اللازمة.
بعد ذلك، راح الجزائريون يشاهدون على المباشر، سير عمليات البحث والإنقاذ، خصوصا بعدما هب عشرات الصيادين بالمنطقة، باستعمال قواربهم الصغيرة، إلى منطقة الحادث، لعل وعسى يساهمون في إنقاذ أرواح.
وبعد تدخل قوات البحرية ووصول قارب تلو الآخر، من فريق البحث، جرى إجلاء المدنيين من منطقة البحث، وتم الشروع بمساعدة من غطاسين محترفين من مصالح الحماية المدنية، في البحث في الأرجاء وفي الأعماق عن أي أثر حياة، أو حتى أثر وفاة لباقي طاقم الطائرة المروحية.
وبعد وقت قليل، أصدرت وزارة الدفاع الوطني بيانها الثاني، كاشفة فيه عن استشهاد طيارين آخرين، مضيفة أن الامر يتعلق بالمقدم نور الدين خروسة والمقدم محمد الأمين الوافي، ليصبح عدد ضحايا حادث سقوط المروحية ثلاثة.
وجاء في بيان وزارة الدفاع، أن الفريق سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تقدم باسمه ونيابة عن جميع مستخدمي الجيش، بخالص التعازي والمواساة لأسر وذوي الشهداء، راجيا من الله تعالى أن يتغمد أرواحهم الطاهرة برحمته الواسعة وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين الأبرار، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
وفي وقت لاحق، كتب رئيس الجمهورية من مشفاه بالخارج، على حسابه الشخصي في تويتر، معزيا الجيش وذوي الشهداء، في وفاة الأبطال الثلاثة.
وكانت وزارة الدفاع قد كشفت في بيانها الأول، أن الفريق شنقريحة أمر بفتح تحقيق فوري لمعرفة ملابسات وأسباب ذلك الحادث التراجيدي.
وبمرور الدقائق والساعات، بدأت الأنباء ترد تباعا عن سير الشهداء الثلاثة، حيث تبين أن الشهيد الملازم الأول بوزايدة نور الدين هو ابن منطقة بريزينة بولاية البيض.
كما تبين أن الشهيد المقدم محمد الأمين الوافي ينحدر من مدينة أولاد ميمون شرق ولاية تلمسان.
الشهيد محمد الأمين الوافي ابن ضابط متقاعد بالدرك
وكشف والد الشهيد أن نجله من من مواليد 2 فيفيري 1980، حسب ما كشف عنه والده الضابط المتقاعد في سلاح الدرك الوطني.
وفي بريزينة بولاية البيض، كانت عائلة الشهيد بوزايدة نور الدين ذلك الشاب الطموح من مواليد 20 فيفري 1992، تتلقى ، التعازي وعبارات المواساة من طرف الأٌقارب والجيران، في رحيل الشهيد.
الشهيد بوزايدة.. ابن عائلة بسيطة زارها لآخر مرة قبل 25 يوما
وقال والد الشهيد إن نجله الشهيد كان من عائلة بسيطة ومحافظة تتكون من 7 أشخاص، مضيفا أنه التحق بصفوف الجيش بأكاديمية شرشال عام سنة 2010.
وأضاف المتحدث الذي بدا واضحا أنه يجابه المصاب الجلل بالصبر الاحتساب لله، أن ابنه الشهيد وكان في زيارة لعائلته قبل 25 يوما، حيث أخد إجازة لمدة 15 يوما، شاء القدر أن تكون تلك الأيام آخر لقاء له معهم.