انتقد الرئيس تبون قبيل مغادرته لأرض الوطن، نحو ألمانيا في رحلة علاج، أداء بعض الوزراء في طاقم حكومة عبد العزيز جراد قائلا “الحكومة فيها وعليها”، فهل هي إشارة قوية حول قرب رحيل بعضهم.
وجاء تصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أياما قليلة فقط، عقب انعقاد اجتماع مجلس الوزراء الذي تم خلاله تقديم حصيلة عمل الحكومة.
وأبدى رئيس الجمهورية، خلال الاجتماع عدم رضاه عن عمل العديد من القطاعات، خاصة التي لها علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن وتحسين ظروفه المعيشية.
وأعطى الانتقاد المباشر الذي وجهه الرئيس لأداء طاقم حكومة جراد، من خلال قوله “الحكومة فيها وعليها”، انطباعا بقرب مغادرة العديد منهم، بسبب الأداء الهزيل الذي قدموه.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء أسدى رئيس الجمهورية، تعليمات بضرورة تفعيل القطاعات التي لها أثر مباشر على الحياة اليومية للمواطنين والانتقال إلى السرعة القصوى مطلع العام 2021.
كما أبدى عدم رضاه عن تسيير بعض الولاة بخصوص مناطق الظل، وألح على ضرورة الفصل بين برامج التنمية المحلية مع تسجيل بعض المبادرات الإيجابية كالتموين بالماء والغاز عن طريق الخزانات في بعض المناطق الحدودية.
وحذّر الرئيس تبون، من استمرار ظاهرة جلب المياه بالطرق البدائية التي تمثّل مأساة راح ضحيتها الأطفال.
واعتبر أن النقطة السوداء في قطاع المالية، لا تزال تتمثل في النظام البنكي الذي ينبغي أن يُعاد فيه النظر، ما يتطلب عملا تفتيشيا على مستوى كل البنوك، خاصة في ما يتعلق بملف الشفافية في منح القروض.
وأمر بالإسراع في رقمنة قطاع الجمارك لمحاربة تضخيم الفواتير، وامتصاص الأموال في السوق الموازية.
وفي قطاع الثقافة، ألح رئيس الجمهورية على ضرورة التدارك الفوري للضعف المسجل في مجال الصناعة السينماتوغرافية، التي لم تصل بعد إلى مورد اقتصادي قادر على خلق آلاف مناصب الشغل يمكنه المساهمة بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني.
وشدد على ضرورة الإسراع في مسار رقمنة مختلف القطاعات الحساسة، ذات الأهمية الاقتصادية لاسيما الضرائب والجمارك والأملاك، حتى تتمكن السلطات العمومية من امتلاك الأدوات الضرورية لوضع سياساتها وتنفيذها وتقييمها.
أما في قطاع المناجم، فقد أكد على ضرورة مواصلة العمل لتثمين الموارد المنجمية التي تحوزها بلادنا، مشددا على أهمية الشروع في أقرب وقت ممكن في الاستغلال الفعلي لمنجم غار جبيلات، ومنجم الزنك والفوسفات في وادي أميزور، مع ضرورة استكمال باقي الترتيبات لإطلاق المشاريع المهيكلة الكبرى في هذا القطاع.
بالمقابل ثمن رئيس الجمهورية التقدم الملموس في القطاعات ذات الأهمية كالصناعة الصيدلانية والمؤسسات الناشئة، ودعم تشغيل الشباب.
هل سيتحدد مصير الوزراء بعد العودة؟
وأعلنت رئاسة الجمهورية، عن توجه الرئيس عبد المجيد تبون إلى ألمانيا لاستكمال العلاج، جراء إصابته في وقت سابق بفيروس كورونا.
وأفاد بيان لمصالح الرئاسة، “توجه قبل قليل رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون إلى ألمانيا لعلاج مضاعفات في قدمه إثر إصابته سابقا بكوفيد -19″.
وحسب البيان، فإن “علاج المضاعفات كان مبرمجا قبل عودة السيّد الرئيس من ألمانيا، لكن التزاماته داخل الوطن حالت دون ذلك”، مضيفا أن “إصابة السيّد الرئيس في قدمه ليست حالة مستعجلة”.
وفي كلمة خص بها التلفزيون الجزائري قبل مغادرته أرض الوطن قال الرئيس تبون، أنه من الممكن أن يخضع لعملية بسيطة على مستوى الرجل.
كما تمنى رئيس الجمهورية أن تكون رحلة العلاج قصيرة جدا.
وكان في توديع رئيس الجمهورية بالقاعدة الجوية ببوفاريك، كبار المسؤولين في الدولة.